الاحتلام ! ماذا يعني في النوم ؟

الاحتلامُ ظاهرةٌ طبيعيةٌ تحدث لجميع البشر

يدور محتواها حولَ العلاقات الجنسية، تحدثُ بكثافة في مرحلة البلوغ، وتحدث أيضاً في أي وقت من العمر بعد  البلوغ، وفي الاحتلام يخرج المنيُّ أثناءَ النوم وقد لا يخرج، وكثيرا ما يكون الاحتلامُ مصحوباً بأحلام جنسية، وقد لا يكون، وتختلف قلته وكثرته من شخص لآخر لأمور متعددة، وأحياناً يستمرُ الاحتلامُ لأشهر بل لسنوات، مما يرهق الشخصَ وقد يكون لهذا علاقةٌ ببعض أنواع الطعام والشراب، وربما كان الاحتلامُ في بعض حالاته تنفيسا عما تَكبته النفسُ وتختزنه من إثارةٍ جنسية أو ضغوطٍ نفسية،

كما أن الاحتلامَ يساعد الجسمَ للتخلص من النشاط الهرموني الزائد

وتؤكد المصادرُ الطبية أن الاحتلام ليس أمراً يدعو للقلق أو الخوف، وإنما هو ظاهرة طبيعية تطرأ على الجميع، بل هو من نعم الله عندما يحتاج الجسم إلى إخراج المني وإلا حصلت له بعض الأضرار، والاحتلامُ حالة أودعها الله تعالى لدى الإنسان ذكراً كان أو أنثى،

والاحتلامُ ليس دليلا على نقصٍ في الدين، ولا علامةً على وجود الانحراف،

ولا ينبغي الشعورُ بالذنب تجاهَ الأحلام الجنسية، وإنما هو ظاهرةٌ طبيعية ونشاطٌ دماغيٌ غيرُ واع، ولا يسهل التحكم فيه ولا تطويعه، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه لا يؤاخذنا بما نراه في نومنا من أحلام وخيالات؛ إذ القلمُ قد رُفع عن النائم حتى يستيقظ،

ومتى احتلمَ الشخص اعتُبر بالغاً؛ بمعنى أنه بلغَ سنَّ التكليفِ الشرعي،

فالاحتلام واحد من علامات البلوغ، التي يشتركُ فيها الذكرُ والأنثى، وقد أوجب الشرعُ فيه الغسلَ على المحتلم، ذكراً كان أو أنثى، إذا وجد الماءَ على بدنهِ أو ملابسه، وأما إذا احتلم الرجلُ أو احتلمت المرأة، ولم يوجد الماءُ فلا غسل،

وهنالك من يحلُم حُلما جنسيا ويشعرُ ضِمنَ الحُلمِ أنه أنزل، وعند استيقاظه يذكرُ الحُلمَ ولكنه لا يجد بللا في ثيابه، فلا غسل عليه، وهنالك من يحتلمُ ولا يذكر أنه احتلمَ بعد استيقاظه لكنه يجد المنيَّ في ثيابه، فعليه الغسلُ، فالمدار إذن على إنزال المني وجودا وعدما؛ وذلك لما ورد في الصحيحين عَنْ أُمِّ سَلَمَة رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ) فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَعْنِي وَجْهَهَا وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟، وفي رواية لمسلم أن أم سلمة رضي الله عنها قالت لأم سليم : فَضَحْتِ النساء !
هذا وقد كان كثير من الأطباء يُنكرون أن يكون للمرأةِ ماءٌ يقابلُ مني الرجل، حتى جاءت الدراساتُ الحديثةُ تثبت ذلك، حتى قال بعضُ الأطباء: لم تكن على حقٍّ كلُّ تفسيراتِ أهل الطب التي حملت في طياتها نوعا من الشك أو اللبس فيما تعنيه الكلماتُ المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يقول هذا الطبيب: ولم أكن أنا على حق أيضًا عندما لم يعجبني كلامُ أساتذةِ العلومِ الإسلامية عن ماء المرأة كمقابلٍ لماء الرجل عندما سألتهم، فهم كانوا على حق، حتى في وصفهم لماء المرأة.
وهذا الاحتلامُ لا يُفسد الصومَ باتفاق أهل العلم، فمن احتلم أثناء نومه وهو صائم فعليه أن يغتسل إذا رأى الماءَ ولا إثم عليه، وليتم صومه.

والاحتلام ليس له تفسيرٌ في الأعم الأغلب عند المعبرين،

وذلك لأن الاحتلامَ إما أن يكون في بعض حالاته تنفيسا عما تَكبته النفسُ من ضغوطٍ نفسية، وإما أن يكون من تلاعب الشيطان بالحالم كما يقول كثير من المعبرين، وعلى هذا فلا تعبيرَ لمن احتلمَ في منامه، وإذا كان الاحتلامُ لا يمكن التحرزُ منه ولا قدرةَ للإنسان على دفعهِ، فلا ينبغي للمسلم أن يسترسل بعد الاحتلامِ في التفكير فيما حرمَ الله، أو أن يطلق العنانَ للتخيلات الجنسية.. اللهم اصرف عنا السوء والفحشاء .. واجعلنا من عباده المخلصين.