مصادر تفسير الأحلام

تفسر الأحلام  بدلالة القرآن الكريم، أو بدلالة الحديث الشريف،

أو بدلالة المعنى والقياس والتشبيه، أو بدلالة الأسـامي والأمثال واشتقاق اللغة، أو بدلالة القلب و المعكوس، ثم اجعل لكل رمز، أو أمر مهم ما يناسبه من هذه الدلالات، مراعيا القواعدَ العلمية لفن تعبير الأحلام، منتبها للفروق الفردية، واختلافات الزمان والمكان والبيئة والدين والمذهب والجنس واللغة والهيئة والعادة والمهنة وغير ذلك مما يجعل التفسير يختلف من شخص لآخر.

فالتعبير بدلالة القرآن الكريم:

1.  كالطفل الرضيع تعبره بالعدو؛ لقوله تعالى: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) .

2. والرماد تعبره بالعمل الباطل؛ لقوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ).

3. والغرق يعبر بالفتنة؛ لقوله تعالى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا) . أذكر هاهنا أن امرأة اتصلت بي منذ عشرين سنة تقريبا وذكرت لي رؤيا رأتها مفادها

4. والنعاس يعبر بالأمن؛ لقوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ آمنة مِنْهُ).

5. والبقل والقثاء والفوم والعدس والبصل يعبر لمن أخذه بأنه قد استبدل شيئًا أدنى بِمَا هو خير منه من مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار؛ لقوله تعالى: (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) .

6. والشجرة الطيبة تعبر بالكلمة الطيبة، والخبيثة بالكلمة الخبيثة؛ لقوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ )الآية .

7. والبستان يدل على العمل، واحتراقه يدل على خسارته ؛ لقوله تعالى: (فَأَصَابِهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ).

8. والبيض يعبر بالنساء؛ لقـوله تعالى: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ)، وكذلك اللباس؛ لقوله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ ).

9. وأكل اللحم النيئ بالغيبة  ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا )

أما التعبير بدلالة السُنَّة والحديث:

1.  كالقميص يعبر بالدين؛ لقوله ﷺ: ((رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يجْتَرَّهُ))، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((الدِّينَ)) أخرجه الشيخان.

2. واللَّبَنُ يُعَبَّر بالعِلْمِ؛ لأنَّ النَّبِي ﷺ أوَّله بالعلم، ويُعَبَّر بالفِطْرَةِ؛ لحديث الإسراء .

3.والجراد يعبر بالبركة وكثرة الأرزاق
كما روى البخاريٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ يعني جمَاعَة من الْجَرَاد، أو سرب ، فَجَعَلَ يَحْثِى فِى ثَوْبِهِ، يعني يَأْخُذ بيدَيْهِ جَمِيعًا فَنَادَى رَبُّهُ يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى قَالَ بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لاَ غِنَى لِى عَنْ بَرَكَتِكَ».

4.والإبل تعبر بالعزِّ، والغنم بالبَرَكَة، والخيل بالخَيْر؛ لحديث ابن ماجـه: ((الإِبِلُ عـِزٌّ لأَهْلِهَا، وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) .

5.والكلب يعود في قيئه يعبر برجل يعود في هبته؛ للحديث المتفق علي صحته: ((الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ)).

6.والنخلة أو التمرة تعبر بالرجل الصالح؛ لقوله ﷺ: ((إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَأنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ)) متفق عليه .

7.وحامل المسك يعبر بالجليس الصالح، ونافخ الكير يعبر بالجليس السوء؛ للحديث المتفق عليه: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ…)) .

أمـا التعـبير بدلالة المعنى والقياس والتشبيه:

 

  1. كالنَّار تعبر بالفتنة؛ لأن النار تفسـد كل ما تمر عليه وتتصل به، وكذلك الفتنة.
  2.  والنجوم بالعلماء؛ لحصـول هداية أهل الأرض بِهَا.
  3.  والحديد وأنواع السلاح يعبران بالقوة والنصر والمال. أذكر أن رجلا قال لي إن فلانا أعطاه سيفين أحدهما أكبر من الآخر … فكان كما قلت
  4.  والرائحة الطيبة تعبر بالثناء الحسن وطيب القول والعمل.
  5.  والرائحة الخبيثة بالعكس .
  6.  والدِّيك رجلٌ عالي الهمة بعيد الصيت .
  7.  والحيَّةُ عدو أو صاحب بدعة يهلك بسمه .
  8. وخروج المريض من داره ساكتًا يعبر بموته، ومتكلمًا يعبر بحياته .
  9. والخروج من الأبواب الضيقة يعبر بالفرج والنجاة.
  10. والسفر من مكان إلى مكان يعبر بالانتقال من حال إلى حال .
  11. وموت الرجل يعبر بتوبته ورجوعه إلى الله؛ لأن الموت رجوع إلى الله .
  12.  والزرع والحرث بالعمل .
  13. والكلب عدو ضعيف كثير الصخب .
  14. والأسد رجل قاهر مسلط .
  15. والثعلب يعبر برجل غادر ماكر محتال مراوغ
  16.  وكل زيادة محمودة في أعضاء الجسم فزيادة خير، وكل زيادة متجاوزة للحد في ذلك فَشَرٌّ .

أما التعبير بالأسماء واشتقاق اللغة:

كمن رأى رجلاً يسمى راشدًا يعبر بالرشد، وإن كان يسمى سالمًا يعبر بالسلامة، وسعيدًا بالسعادة، ونافعًا بالنفع، وعقبة بالعاقبة، ورافعًا بالرفعة، وأحمد بالحمد، وصالحًا بالصلاح.
روى مسلم من حديث أنس، عن النبي ﷺ قال: ((رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ -فِيمَا يَرَى النَّائِمُ- كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ ابْنِ رَافِعٍ، فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْعَاقِبَةَ فِي الآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ)).
قال ابن الوردي:
 والاشْتِقَاقُ فِي الأسَامِي أَصْل 
                               عَنْ ابْن سِيرِين وَصَحَّ النَّقْلُ
 فَاعْمَل بِهِ إنْ غَابَتْ الأُصُولُ   
                               أو قَصُـرَت رُؤْيَاهُ والدَّلِيلُ
 كَقَولِنَا: (سَوسَنَةٌ): سُوء سنة    
                               وَفِي (النَّعَامِ) نعْمَـة مُبَيَّنـَة
 وإنْ رَأَى الْمَرِيضُ (سَالمًا) نَجَا  
                               وإنْ رَأَى مُسَافِرًا أو مَخْرَجًا
 أو رَاحِلاً أو امْرَأة أو سفرًا
                            فَهُوَ قَرِيب سَاكِنٌ تَحْتَ الثَّرَى

يقول المناوي في شرح البيتين الآخيرين:
الصورة الثالثة: أن يَرَى مريض أنه زَارَهُ رَجَل اسمه سالم، أو سليم، أو سلامة، أو سلمان، أو سلم، أو سليمان، أو نجا، أو ناجي، فَإنَّهُ يَسْلَم وَيَنْجُو مِنْ مَرَضِهِ، وإن رأى نفسه مسافرًا، أو خارجًا من بيته، أو بلده، أو رأى أَنَّه انتقل من مكـان إلى مكان، أو رأى قومًا سَفْرًا -بفتح وسكون- أي: مسافرين، يعني خارجين للسفر، ونحو ذلك، فإنه يموت من مرضه ذلك قريبًا، وَيَسْكُنُ الثَّرَى -أي: التراب- وقسْ على ذلك.

والتــــأويــــل بالأمثــــــــال:

كالصـائغ يعبر بالكذب، لقولهم: أكـذب الناس الصواغون.
وحفر الحفرة يعبر بالمكر، لقولهم: من حفر حفرة وقع فيها. قال الله تعالى: (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43].
ويعبر طول اليد بصنائع المعروف؛ لقولهم: فلان أطول يدًا من فلان.
ويعبر غسل اليد باليأس عما يأمل، لقولهم: غسلت يدي عنك.
أما التعبير بدلالة الضد والقلب والمعكوس:
فكما أن الخوف في النوم يعبر بالأمن؛ لقوله سبحانه وتعالى: ( وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) [النور: 55]، والأمن فيه يعبر بالخوف.
ويعبر البكاء بالفرح إذا لم يكن معه رنة.
ويعبر الضحك بالحزن، إلا أن يكون تبسمًا.
والولد في المنام قد يعبر بالبنت
والبحر . يدل على النار ، والنار : تدل على البحر ،. والمشتري : بائع ، والبائع : مشتري .
فعلى هذا إذا رأى الإنسان كأنه دخل النار : ربما سبح في البحر ، فإن احترق : غرق ،

قال الشهاب قال لي إنسان : رأيت كأن رجلي تلفت بماء البحر ، فقلت له : نخشى عليها حريق ، فكان كما قلت”