التفاؤلُ بالرؤيا الحسنة

من آداب الرؤيا الصالحة: التفاؤلُ بها والاستبشار بتفسيرها،

كما قال ﷺ :”إِنْ رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً فَلْيُبْشِرْ” رواه مسلم

إن نصوص القرآن والسنة تدعو للتفاؤل الإيجابي بشكل عام، وكان ﷺ أكثر الناس تفاؤلًا، وعلم أمته التفاؤل بما ترى وبما تسمع.

روى الشيخان عن أبي هريرة، قال: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ. قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ»

وقد تفاءل ﷺ في صلح الحديبية باسم سهيل بن عمرو مع أنه مشرك بالله، فلماء جاء سهيل قال ﷺ لأصحابه: سهل أمركم
وهكذا يرشدنا نبينا ﷺ أن نتفاءل بما نسمع من كلمات حسنة، وألفاظ طيبة، وأن نؤمل ما يسرنا من معانيها الجميلة، وأن نتوقع الخير من بعد سماعها، وأن نحسن بالله تعالى الظن، ونتوقع منه الخير؛ فإن لذلك تأثيرًا كبيرًا في جلب الخير والتيسير والرزق والبركة والصحة والفرج والفرح والسرور والأحداث السعيدة،

وإذا سمعت كلمة سلبية أو لفظة سيئة فإياك أن تتشائم بها،

ولا تسمح لها أن تستقر في نفسك، فقم بطردها أو نسيانها أو حذفها من ذاكرتك، ولا تبالِ بها؛ فإنها لن تؤثر عليك أبدًا، ولن تضرك ألبتةً.

ويرشدنا النبي ﷺ أن نتفاءلَ بالرؤى الطيبة وأن نستبشرَ بها، وأن نتوقعَ الخيرَ من تفاسيرها الجميلة، لا سيما وقد أخبر ﷺ أنها تقع على ما تُعبر.

وفي هذه الأوقاتِ نحنُ بحاجةٍ كبيرةٍ إلى أن نبث في الأمة التفاؤلَ والثقةَ بنصر الله مهما كثرت المصائبُ واشتدت الكروب، وأن نَحذَر من أولئك المتشائمين الظانين بمستقبل الأمة ظن السَوء، هؤلاء الذين حذر منهم ﷺ حين قال “من قال هلك الناسُ فهو أهلكهم” فاللهم إنا نستودعك أمةَ محمدٍ ﷺ فاحرسها واحفظها وارحمها

فلابد أن نتفاءل بمستقبل الأمة مهما اشتدت المحن،

وكثرت الفتن، والتفاؤلُ الإيجابي هو التفاؤل الفعّال المقرون بالعمل، فلابد إذن أن نفرض الابتسامة على وجوهنا في معالجةِ مشاكلنا والخروجِ من أزماتِنا، والتفاؤلُ المقرون بالعمل هو الطريقُ للنجاحِ والتميز؛ والتمتعِ الدائم بصحةٍ جيدة؛ لأنه يقاوم حالات الإحباط النفسي والتشاؤم، ويورثُ طمأنينةَ النفس وراحةَ القلب.

وركزت أبحاثُ بعضِ العلماء على فوائد التفاؤل، معتبرةً أن مجردَ الاستبشارِ بحدثٍ سعيدٍ يكفي لعرقلة الهرمونات المسببة للضغوط، كما أنه يعمل على انخفاض الكولسترول.

وأكدت دراسة أخرى على أن التفاؤلَ والتعاملَ مع مشاكل الحياةِ اليوميةِ بنظرةٍ إيجابيةٍ يقلل من ظهور الشيخوخة، وقال باحثون إن الذين يتسمون بالتفاؤل يعيشون عمراً أطولَ من نظرائهم المتشائمين.

وربطت دراسة علمية حديثة لأول مرة بين التفاؤل وجهاز المناعة لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، كما توصل العلمُ إلى أن الأم التي تقوم بإرضاع طفلها وهي في حالة من السعادة والفرح تحمي ابنها من الإصابة بالأكزيما!
ولو تتبعنا الدراساتِ حولَ التفاؤلِ وفوائدهِ الطبيةِ نجد الكثيرَ من الفوائد والمنافع،

فما أسعدنا بنبينا محمد ﷺ الذي أمرنا بالتفاؤل ليس في حال اليقظة فحسب بل  وفي حال المنام أيضا!